عَنِ
ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما -:
أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ
عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ
يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-:
«دَعْهُ
فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ».
(بخاري: 24)
(بخاري: 24)
شرح
الحديث:
"
أن
رسول الله -
صلى
الله عليه وسلم -
مرّ
على رجل من الأنصار، وهو يعظ أخاه في
الحياء "
أي
ينصحه أن يخفف من حيائه، وفي رواية يعاتب
أخاه في الحياء، يقول:
إنك
لتستحي، حتى كأنه يقول:
قد
أضرّ بك، وذلك أن الرجل كان كثير الحياء
"
وكان
ذلك يمنعه من استيفاء حقوقه، فعاتبه أخوه
على ذلك
"
فقال
رسول الله -
صلى
الله عليه وسلم -
دعه
"أي
اتركه على هذا الخلق الحسن
"
فإن
الحياء من الإِيمان "
لأنه يمنع صاحبه عما نهي الله عنه.
لأنه يمنع صاحبه عما نهي الله عنه.
يستفاد
من الحديث :
أن
ديننا الإسلامي دين
أخلاق،
كما أنه دين عقائد وأحكام، ولهذا كان
الحياء جزءاً منه، لأنه سبب لجميع الأخلاق
الفاضلة.
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
سُئِلَ:
أَيُّ
الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ:
«إِيمَانٌ
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ».
قِيلَ:
ثُمَّ
مَاذَا؟ قَالَ:
«الْجِهَادُ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
قِيلَ:
ثُمَّ
مَاذَا؟ قَالَ:
«حَجٌّ
مَبْرُورٌ».(بخاري:
26)
شرح
الحديث :
يحدثنا
أبو هريرة رضي الله عنه "
أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل:أي
العمل أفضل "؟
أي سأله رجل وهو أبو ذر رضي الله عنه:
أي
الأعمال أعظم عند الله أجراً وثواباً
قال:
"إيمان
بالله ورسوله "أي
أن أفضل الأعمال على الإِطلاق، الإِيمان
بالله ورسوله، والتصديق بما جاء به النبي
-
صلى
الله عليه وسلم -
لأنه
شرط في صحة جميع العبادات الشرعية، من
صلاة، وزكاة وصوم وغيرها
قيل:
ثم
ماذا "؟
أي فقال أبو ذر: ثم ما هو أفضل الأعمال بعد الإِيمان؟
أي فقال أبو ذر: ثم ما هو أفضل الأعمال بعد الإِيمان؟
"
قال:
الجهاد
في سبيل الله "
وهو القتال لِإعلاء كلمة الله، لا لأي غرض من الأغراض الأخرى، فإن كان لغرض آخر، من وطنية أو قومية، أو عصبية، فإنه ليس جهاداً
وهو القتال لِإعلاء كلمة الله، لا لأي غرض من الأغراض الأخرى، فإن كان لغرض آخر، من وطنية أو قومية، أو عصبية، فإنه ليس جهاداً
"
قيل
ثم ماذا "؟
أي ثم ما هو العمل الذي يأتي بعد الجهاد في الأفضلية
أي ثم ما هو العمل الذي يأتي بعد الجهاد في الأفضلية
"
قال:
حج
مبرور "
وهو الحج الخالص لوجه الله تعالى، المقبول عنده، لخلوصه من الرياء والسمعة والمال الحرام
وهو الحج الخالص لوجه الله تعالى، المقبول عنده، لخلوصه من الرياء والسمعة والمال الحرام
يستفاد
من الحديث :
أولاً:
أن
العمل ركن من أركان الإِيمان، كما أن
القول باللسان والتصديق بالقلب ركنان
منه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل
في هذا الحديث عن أفضل الأعمال، أجاب بأن
أفضل الأعمال، إيِمان بالله ورسوله، فدلّ
ذلك على أن الإِيمان عمل، كما أنه تصديق
وقول
ثانياً:
أهمية
الجهاد، ومكانته في الإِسلام، حتى أنه
يقدم أحياناً على الحج الذي هو أحد أركان
الإِسلام الخمسة، وذلك عند الحاجة إليه
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
«أُرِيتُ
النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا
النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ».
قِيلَ:
أَيَكْفُرْنَ
بِاللَّهِ؟
قَالَ:
«يَكْفُرْنَ
الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ،
لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ
الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا
قَالَتْ:
مَا
رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ».
(بخاري: 29)
(بخاري: 29)
شرح
الحديث:
مر
النبي صلى الله عليه وسلم على النساء يوم
العيد فأراد أن ينتهز فرصة وجوده بينهن
في نُصْحِهنَّ ووعظهن وتحذيرهن عن بعض
المساوىء التي يغلب صدورها منهن
"
قال
رسول الله -
صلى
الله عليه وسلم -
أريت
النار "
أي أطلعني الله تعالى على النار وكشف لي عنها، فرأيتها ببصري رأي العين
أي أطلعني الله تعالى على النار وكشف لي عنها، فرأيتها ببصري رأي العين
"
فإذا
أكثر أهلها النساء "أي
فلما نظرت إليها، وشاهدت من فيها من البشر،
فوجئت بأن أكثر أهلها النساء،
"
يكفرن
"أي
فلما ذكر صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل
النار من النساء،
قالت إحداهن:
ولم
يا رسول الله؟
فأجابها صلى الله عليه وسلم بقوله :"
يكفرن
"
أي إنما كن أكثر أهل النار لأنّهن يكفرن، ولم يبين صلى الله عليه وسلم يكفرن بماذا لتذهب أفكارهن كل مذهب، ويشتد خوفهن، وتتطلع نفوسهن لمعرفة هذا الكفر الذي وصفهن به النبي صلى الله عليه وسلم
أي إنما كن أكثر أهل النار لأنّهن يكفرن، ولم يبين صلى الله عليه وسلم يكفرن بماذا لتذهب أفكارهن كل مذهب، ويشتد خوفهن، وتتطلع نفوسهن لمعرفة هذا الكفر الذي وصفهن به النبي صلى الله عليه وسلم
"
قيل
أيكفرن بالله "
أي قالت إحداهن أيكفرن بالله؟
أي قالت إحداهن أيكفرن بالله؟
"
قال:
يكفرن
العشير "
أي ينكرن نعمة الزوج وإحسانه إليهن
أي ينكرن نعمة الزوج وإحسانه إليهن
"
لو
أحسنت إلى إحداهن الدهر "أي
العمر كله
"
ثم
رأت منك شيئاً "
واحداً مما تكره
واحداً مما تكره
"
قالت:
ما
رأيت منك خيراً قط "أي
ما وجدت منك شيئاً ينفعني أو يسرني طيلة
حياتي كلها.
يستفاد
من الحديث :
أولاً:
أن
نكران
الجميل من
الكبائر،
ولولا ذلك لما ترتب عليه هذا الوعيد الشديد
ثانياً:
أن
هناك كفراً
دون كفر،
ومعناه أن الكفر نوعان، كفر يخرج عن الملة،
وهو الكفر الاعتقادي، وكفر لا يخرج وهو
العملي كجحود نعمة الزوج مثلا
ثالثا
:
ما
جبل عليه أغلب النساء من كفران العشير
وجحود نعمة الزوج
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
عَنْ
أَبِيْ ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:
إِنِّي
سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ
بِأُمِّهِ
فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ»(بخاري: 30)
فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ»(بخاري: 30)
شرح
الحديث :
يقول
أبو ذر رضي الله عنه "
ساببت
رجلاً "أي
تخاصمت مع رجل "
وهو
بلال
رضي الله عنه،
وشتمته
"
فعيرته
بأمه "
أي فعبت أمه ووصفتها بالسواد، حيث قلت له: يا ابن السوداء، وخالفت بذلك شريعة الإسلام، التي لا تفرق بين لون ولون، ولا تفضل إنساناً على آخر إلّا بالتقوى كما قال تعالى: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وكما قال صلى الله عليه وسلم " لا فضل لعربي على عجمي إلاّ بالتقوى "
أي فعبت أمه ووصفتها بالسواد، حيث قلت له: يا ابن السوداء، وخالفت بذلك شريعة الإسلام، التي لا تفرق بين لون ولون، ولا تفضل إنساناً على آخر إلّا بالتقوى كما قال تعالى: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وكما قال صلى الله عليه وسلم " لا فضل لعربي على عجمي إلاّ بالتقوى "
"
فقال
لي النبي صلى الله عليه وسلم :
أعيرته
بأمه "
وهذا استفهام إنكاري تعجبي، أي كيف تعيبه بسواد أمّه، وتستنقصه بذلك، وأنت تعلم أن الإِسلام لا يميز بين الناس بالألوان، وإنما يفاضل بينهم بالتقوى والعمل الصالح
وهذا استفهام إنكاري تعجبي، أي كيف تعيبه بسواد أمّه، وتستنقصه بذلك، وأنت تعلم أن الإِسلام لا يميز بين الناس بالألوان، وإنما يفاضل بينهم بالتقوى والعمل الصالح
"
إنك
امرؤ فيك جاهلية "أي
إن ما فعلته معه من تعيير بسواد أمّه نعرة
جاهلية، وأثر من آثار التمييز العنصري
الذي كان موجوداً قبل الإِسلام.
"
إخوانكم
خولكم "أي
إن هؤلاء الخدم ليسوا في الحقيقة سوى
إخوانكم في الدين أو الإِنسانية سخرهم
الله لكم
"
جعلهم
الله تحت أيديكم "أي
تحت سلطتكم وطوع أمركم
"
فمن
كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه
مما يلبس "
أي وما داموا إخوة لكم، فإن عاطفة الأخوة تقتضي منكم حسن معاملتهم، والرفق بهم ومراعاة مشاعرهم، وتوفير العيش الكريم لهم، وإطعامهم من طعامكم وإلباسهم من لباسكم
أي وما داموا إخوة لكم، فإن عاطفة الأخوة تقتضي منكم حسن معاملتهم، والرفق بهم ومراعاة مشاعرهم، وتوفير العيش الكريم لهم، وإطعامهم من طعامكم وإلباسهم من لباسكم
"
ولا
تكلفوهم ما يغلبهم "أي
ولا تكلفوهم من الأعمال الشاقة ما لا
يطيقونه، ولا يقدرون عليه
"
فإن
كلفتموهم فأعينوهم "أي
فإن كلفتموهم من العمل ما يشق عليهم فيجب
عليكم إعانتهم عليه ومساعدتهم
يستفاد
من الحديث :
أولاً:
أن
مرتكب
المعصية لا يكفر،
لأن تعيير المرء بأمّه معصية، ومع ذلك لم
يسمه صلى الله عليه وسلم كفراً
ثانياً:
أن
من محاسن الإِسلام إلغاء
التمييز العنصري الذي
كان في الجاهلية.
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
عن
أَبِيْ بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ:
«إِذَا
الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا
فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي
النَّارِ»
فَقُلْتُ:
يَا
رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ،
فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:
«إِنَّهُ
كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ»
(بخاري: 31)
(بخاري: 31)
شرح الحديث :
يقول
النبي صلى الله عليه وسلم -:
" إذا
التقى المسلمان بسيفيهما "أي
إذا تقابلا بسيفيهما في حرب أو معركة
شخصية
"
فالقاتل
والمقتول في النار "أي
فكلاهما يستحقان دخول النار، إلاّ أنهما
لا يتساويان في العقوبة، فإنَّ القاتل
أشد عذاباً، وأكثر مكثاً في النار من
المقتول
"
فقلت
هذا القاتل "
أي هذا القاتل عرفنا ذنبه الذي استحق به النار
أي هذا القاتل عرفنا ذنبه الذي استحق به النار
"
فما
بال المقتول "
أي فما ذنب المقتول؟
أي فما ذنب المقتول؟
"
قال:
إنه
كان حريصاً على قتل صاحبه "
أي إنه يعاقب بالنار لعزمه وتصميمه على قتل صاحبه.
أي إنه يعاقب بالنار لعزمه وتصميمه على قتل صاحبه.
يستفاد
من الحديث :
أولاً:
أن
قتال المسلم لأخيه بغير وجه شرعي كبيرة
من الكبائر.
ثانياً:
أن
كلا المتقاتلين عاص مستحق للنار، إلاّ
أن القاتل أشد معصية وأعظم عقوبة.
ثالثاً:
أن
المسلم يحاسب على ما يستقر في نيته من
العزم على المعصية، لقوله "
فإنه
كان حريصاً على قتل صاحبه ".
رابعاً:
أن
صاحب الكبيرة لا يكفر بفعلها، لأن النبي
-
صلى
الله عليه وسلم -
سمي
المتقاتلين مسلمين.
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
الحديث
السادس عشر
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»(بخاري: 33)
«آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»(بخاري: 33)
شرح الحديث :
النفاق
نوعان:
1- نفاق اعتقادي: يخرج صاحبه عن الإيمان وهو إظهار الإِسلام وإخفاء الكفر
2- نفاق عملي: وهو التشبه بالمنافقين في أخلاقهم، وهذا لا يخرج صاحبه عن الإيمان، إلاّ أنه كبيرة.
1- نفاق اعتقادي: يخرج صاحبه عن الإيمان وهو إظهار الإِسلام وإخفاء الكفر
2- نفاق عملي: وهو التشبه بالمنافقين في أخلاقهم، وهذا لا يخرج صاحبه عن الإيمان، إلاّ أنه كبيرة.
وقد
تحدث النبي -
صلى
الله عليه وسلم -
في
هذا الحديث عن النفاق
العملي وبين
لنا العلامات المميزة له فقال:
"
آية
المنافق ثلاث "
أي من علامات النفاق العملي التي تدل على أن صاحبها يشبه المنافقين في أعمالهم وأخلاقهم أن توجد في المرء هذه الخصال الثلاث أو بعضها
أي من علامات النفاق العملي التي تدل على أن صاحبها يشبه المنافقين في أعمالهم وأخلاقهم أن توجد في المرء هذه الخصال الثلاث أو بعضها
الخصلة
الأولى:
" إذا
حدث كذب "
أي أن يشتهر ذلك الإنسان بالكذب في الحديث عامداً متعمداً، فلا يخبرك بشيء إلا تعمد إخفاء الحقيقة والإِخبار بخلاف الواقع الذي يعتقده تضليلاً وتمويهاً وخداعاً.
أي أن يشتهر ذلك الإنسان بالكذب في الحديث عامداً متعمداً، فلا يخبرك بشيء إلا تعمد إخفاء الحقيقة والإِخبار بخلاف الواقع الذي يعتقده تضليلاً وتمويهاً وخداعاً.
الخصلة
الثانية:
" إذا
وعد أخلف "أي
أن يشتهر بخلف الوعد عمداً، بحيث إذا وعد
بشيء تعمد الخلف، وعزم عليه في نفسه
مسبقاً، وصمم من أول الأمر على عدم الوفاء
به.
الخصلة
الثالثة:
" إذا
ائتمنٍ خان "أي
أن يشتهر بالخيانة بين الناس، فلا يثق به
أحد، لأنه إذا أودع سراً أفشاه، وإذا أودع
مالاً تصرف فيه خلاف الوجه الشرعي المطلوب
منه، وإذا استشير لم ينصح في مشورته، وإذا
عهد إليه بعمل لم يؤده.
يستفاد
من الحديث :
أولاً:
أن
الكذب نفاق عملي وخصله من خصال المنافقين،
وكبيرة من الكبائر، وهو في الأصل الإِخبار
بخلاف الواقع، إلا أنه لا يكون كبيرة إلا
إذا خالف ما يعتقده صاحبه، أما إذا تحدث
بما يعتقده ثم ظهر الواقع خلافه فلا إثم
عليه لأنه لا تكليف إلا بعلم.
ثانياً:
أن
خلف الوعد من النفاق، وكبيرة من الكبائر،
بشرطين:
الأول: أن يكون وعد خير، فإن كان وعد شر. فإن خُلْفَه واجب أو مستحب، وليس من النفاق في شيء، بل هو برٌّ وطاعة.
الثاني: أن يكون قد عزم على الخلف مسبقاً، أما إذا نوى الوفاء وحال دونه عذر شرعي فلا شيء عليه.
الأول: أن يكون وعد خير، فإن كان وعد شر. فإن خُلْفَه واجب أو مستحب، وليس من النفاق في شيء، بل هو برٌّ وطاعة.
الثاني: أن يكون قد عزم على الخلف مسبقاً، أما إذا نوى الوفاء وحال دونه عذر شرعي فلا شيء عليه.
ثالثاً:
أن
الخيانة من الكبائر ومن أخلاق المنافقين
سواء كانت في سر أو وديعة أو وظيفة، وسواء
كانت في حق من حقوق الله، أو من حقوق
العباد.
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-:
«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(بخاري: 38)
«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(بخاري: 38)
شرح الحديث :
"
من
صام رمضان إيماناً واحتساباً "أي
من صام هذا الشهر معتقداً أنه من أعمال
الإِيمان منتظراً المثوبة عليه
"
غفر
له ما تقدم من ذنبه "
وفي رواية غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والمعنى، أن صيامه هذا يكفر جميع ذنوبه السابقة واللاحقة إذا كانت من الصغائر.
وفي رواية غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والمعنى، أن صيامه هذا يكفر جميع ذنوبه السابقة واللاحقة إذا كانت من الصغائر.
يستفاد
من الحديث :
أولاً:
فضل
رمضان، وفضل صيامه وكونه يكفر الذنوب
المتقدمة والمتأخرة.
ثانياً:
أن
الصيام الذي هو عمل من أعمال الجوارح جزء
من الإِيمان لقوله -
صلى
الله عليه وسلم -
من
صام رمضان إيماناً.
وإذا
كان الصوم جزءاً من الإِيمان، فإن هذا
يدل على أن جميع الأعمال الصالحة من
الإِيمان أيضاً.
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
الحديث
الثامن عشر
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ»
(بخاري: 39)
«إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ»
(بخاري: 39)
شرح الحديث :
"
إن
الدين يسر "أي
أن هذا الدين الذي هو دين الإِسلام يمتاز
على غيره من الأديان السماوية بسهولة
أحكامه
وعدم خروجها عن الطاقة البشرية، وملاءمتها للفطرة الإِنسانية، وتجردها وخلوها من التكاليف الشاقة، التي كانت في الشرائع السابقة، ومن سماحة هذا الدين ويسره أن الاستطاعة شرط في جميع تكاليفه الشرعية حيث قال صلى الله عليه وسلم " ما أمرتكم به فأدوا منه ما استطعتم "
وعدم خروجها عن الطاقة البشرية، وملاءمتها للفطرة الإِنسانية، وتجردها وخلوها من التكاليف الشاقة، التي كانت في الشرائع السابقة، ومن سماحة هذا الدين ويسره أن الاستطاعة شرط في جميع تكاليفه الشرعية حيث قال صلى الله عليه وسلم " ما أمرتكم به فأدوا منه ما استطعتم "
"
ولن
يشاد الدين أحد إلا غلبه "أي
لا يبالغ أحد في نوافل العبادات، ويتجاوز
فيها حدود الشريعة والسنة الثابتة عن
النبي صلى الله عليه وسلم ويتعدى حدود
الطاقة البشرية، بحيث لا يدع وقتاً للراحة
وأداء حقوق النفس والجسد والزوجة والولد
إلا أرهق نفسه، وانقطع في النهاية لسآمته
وملله، وكانت النتيجة عكسية
"
فسدّدوا
وقاربوا "وهو
أمر بالسداد، أي
بالتوسط والاعتدال في الأعمال دون إفراط
ولا تفريط
" وقاربوا " أي إذا لم تستطيعوا الإِتيان بالأفضل من النوافل والطاعات والإتيان بها جميعاً، فأتوا بما يقارب الأفضل، لأن ما لا يدرك كله، لا يترك جله، فمن لم يستطع أن يصوم يوماً ويفطر يوماً - الذي هو أفضل الصيام، فليأت بما يقارب ذلك، كصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومن لم يستطع ذلك فليصم يوم عاشوراء ويوم عرفة، وستة أيام من شوال.
" وقاربوا " أي إذا لم تستطيعوا الإِتيان بالأفضل من النوافل والطاعات والإتيان بها جميعاً، فأتوا بما يقارب الأفضل، لأن ما لا يدرك كله، لا يترك جله، فمن لم يستطع أن يصوم يوماً ويفطر يوماً - الذي هو أفضل الصيام، فليأت بما يقارب ذلك، كصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومن لم يستطع ذلك فليصم يوم عاشوراء ويوم عرفة، وستة أيام من شوال.
"
وأبشروا
"
أي ولا تظنوا أن القليل من العبادة لا ينفع بل أبشروا بحسن القبول متى حسن العمل وخلصت النية، فإن العبرة بالكيف لا بالكم.
أي ولا تظنوا أن القليل من العبادة لا ينفع بل أبشروا بحسن القبول متى حسن العمل وخلصت النية، فإن العبرة بالكيف لا بالكم.
"
واستعينوا
بالغدوة "
وهي السير أول النهار إلى الزوال
وهي السير أول النهار إلى الزوال
"
والروحة
"وهي
السير بعد الزوال إلى الليل.
"
والدلجة
"وهي
السير آخر الليل
وقد
استعار هذه الأوقات الثلاثة لأوقات النشاط
أي
واستعينوا على أداء هذه العبادات والصلوات
بفعلها في أوقات النشاط وفراغ القلب
للطاعة، ولا تشغلوا بالعبادة كل أوقاتكم
لئلا تسأموا فتنقطعوا عنها بالكلية،
فينبغي للعبد إذا أراد المداومة على
العمل، أن يختار للعبادة بعض الأوقات
المناسبة كوقت الصباح وبعد الزوال وساعة
من آخر الليل.
يستفاد
من الحديث :
أولاً:
يُسر
هذا الدين، وسهولة أحكامه، وملاءمته
للفطرة الإِنسانية.
ثانياً:
أن
قدرة الإِنسان وطاقته البدنية شرط في
جميع التكاليف الشرعية.
ثالثاً:
أن
رفع الحرج عن المكلفين أصل من أصول التشريع
الإِسلامي لقوله صلى الله عليه وسلم -:
"
إن
هذا الدين يسر "
وقوله
تعالى:
(ما
جعل عليكم في الدين من حرج)
رابعاً:
الترغيب
في الأخذ بالرخص كالقصر
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ:
«مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ»(بخاري: 47)
«مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ»(بخاري: 47)
شرح الحديث :
"من
اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً"
أي من شيع جنازة أخيه المسلم، وتبعها من بيت أهلها إلى المسجد معتقداً أن تشييع الجنازة من أعمال الإيمان، مصدقاً بما وعد الله المتبعين من الأجر والمثوبة: راجياً أن ينال ذلك، ورافقها إلى المسجد
أي من شيع جنازة أخيه المسلم، وتبعها من بيت أهلها إلى المسجد معتقداً أن تشييع الجنازة من أعمال الإيمان، مصدقاً بما وعد الله المتبعين من الأجر والمثوبة: راجياً أن ينال ذلك، ورافقها إلى المسجد
"
حتى
يصلى عليها "
صلاة الجنازة
صلاة الجنازة
"
ويفرغ
من دفنها "أي
وخرج معها من المسجد، فشيعها ورافقها إلى
مثواها الأخير، واستمر معها حتى دفنت
"
فإنه
يرجع من الأجر قراطين، كل قيراط مثل أحد
"
أي فإنه يعود بمقدارين عظيمين من الأجر، كل واحد منهما يكون يوم القيامة مثل جبل أحد حجماً ووزناً.
أي فإنه يعود بمقدارين عظيمين من الأجر، كل واحد منهما يكون يوم القيامة مثل جبل أحد حجماً ووزناً.
يستفاد
من الحديث :
أولاً:
أن
اتباع الجنائز من الإِيمان لقوله صلى
الله عليه وسلم :"
من
اتبع جنازة مسلم إيماناً"
ثانياً:
أن
مشيّع الجنازة لا يثاب بقيراطين إلَّا
إذا اتبعها حتى تدفن.
المرجع
منار القاري
شرح صحيح البخاري
منار القاري
شرح صحيح البخاري
عن
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسَعُوْدٍ رضي الله
عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ:
«سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»(بخاري: 48)
«سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»(بخاري: 48)
شرح الحديث :
"سِبَاب"السباب
هو الشتم أو المشاتمة.
و
السباب أشد من السب، فالسباب هو أن يقول
الرجل في الرجل ما فيه وما ليس فيه يريد
بذلك عيبه.
وأما
السب فلا يكون إلا بما هو فيه.
"فُسُوق"
الفسوق في اللغة هو الخروج، وفي الشرع: الخروج عن طاعة الله ورسوله، وهو في عرف الشرع أشد من العصيان. قال الله تعالى:( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَان)َ {الحجرات: 7}.
الفسوق في اللغة هو الخروج، وفي الشرع: الخروج عن طاعة الله ورسوله، وهو في عرف الشرع أشد من العصيان. قال الله تعالى:( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَان)َ {الحجرات: 7}.
"وَقِتَاله
كُفْر"
وأما القتال فهو المحاربة. ولما كان القتال أشد من السباب لأنه يفضي إلى إزهاق الروح عبر عنه بلفظ أشد من لفظ الفسوق وهو الكفر ولم يرد حقيقة الكفر التي هي الخروج عن الملة ،بل أطلق عليه الكفر مبالغة في التحذير
وأما القتال فهو المحاربة. ولما كان القتال أشد من السباب لأنه يفضي إلى إزهاق الروح عبر عنه بلفظ أشد من لفظ الفسوق وهو الكفر ولم يرد حقيقة الكفر التي هي الخروج عن الملة ،بل أطلق عليه الكفر مبالغة في التحذير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق