الحديث
الحادي عشر
عن
أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ
أبي طالِبٍ، سِبْطِ رسولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَيْحانَتِهِ
رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ:حَفِظْتُ
مِنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
{دَعْ
مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ}).
رواهُ
التِّرمذيُّ والنَّسائِيُّ، وقالَ
التِّرمذيُّ:
حديثٌ
حسَنٌ صحيحٌ
المفردات:
سبط
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها.
ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها.
وريحانته:
شبهه لسروره وفرحه به وإقبال نفسه عليه بريحان طيب الرائحة ، تهش إليه النفس وترتاح له.
شبهه لسروره وفرحه به وإقبال نفسه عليه بريحان طيب الرائحة ، تهش إليه النفس وترتاح له.
دع:
اترك.
ما
يريبك:
بفتح
ياء المضارعة وضمها ، والفتح أفصح
وأشهر:
أي ما تشك فيه.
أي ما تشك فيه.
إلى
مالا يريبك:
ما
لا تشك فيه.
شرح
الحديث:
الحسن
بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سبط
النبي صلى الله عليه وسلم ،
والسبط:
هوابن
البنت، وابن الابن يسمى:
حفيداً،
وقد
وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيد
فقال:
(إِنَّ
ابْنِي هذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ اللهُ
بهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ
المُسْلِمِيْنَ)[100]
وكان
الأمر كذلك، فإنه بعد أن استشهد علي بن
أبي طالب رضي الله عنه وبويع بالخلافة
للحسن
تنازل عنها لمعاوية رضي الله عنه، فأصلح
الله بهذا التنازل
بين أصحاب
معاوية وأصحاب
علي رضي
الله عنهما، وحصل بذلك خير كثير.
وهو
أفضل من أخيه الحسين
رضي الله عنهما،لكن تعلقت الرافضة بالحسين
لأن قصة قتله رضي الله عنه تثير الأحزان،
فجعلوا ذلك وسيلة، ولو كانوا صادقين في
احترام آل البيت لكانوا يتعلقون بالحسن
أكثر من الحسين،لأنه أفضل منه.
وأما
قوله:
وَرَيحَانَتهُ
الريحانة هي تلك الزهرة الطيبة الرائحة،وقد
وصف النبي صلى الله عليه وسلم الحسن
والحسين بأنهما ريحانتاه[101]
.
وقوله:
دَعْ
أي
اترك مَا يرِيْبُكَ أي ما يلحقك به ريب
وشك وقلق إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ أي
إلى شيءٍ لايلحقك به ريبٌ ولا قلق.
وهذا
الحديث من جوامع
الكلم وما
أجوده وأنفعه للعبد إذا سار عليه، فالعبد
يرد عليه شكوك في أشياء كثيرة،
فنقول:
دع
الشك إلى
ما لاشكّ فيه حتى تستريح وتسلم، فكل شيء
يلحقك به شكّ وقلق وريب اتركه إلى أمر لا
يلحقك به ريب، وهذا مالم يصل إلى حد
الوسواس، فإن وصل إلى حد الوسواس فلا
تلتفت له.
وهذا
يكون في العبادات،
ويكون في المعاملات،
ويكون في النكاح،
ويكون في كل
أبواب العلم.
ومثال
ذلك في العبادات:
رجل
انتقض وضوؤه، ثم صلى، وشكّ هل توضّأ بعد
نقض الوضوء أم لم يتوضّأ ؟ فوقع في الشكّ
، فإن توضّأ فالصلاة صحيحة، وإن لم يتوضّأ
فالصلاة باطلة، وبقي في قلق.
فنقول:
دع
ما يريبك إلى ما لايريبك،
فالريب هنا صحة الصلاة، وعدم الريب أن
تتوضّأ وتصلي.
وعكس
المثال السابق :
رجل توضّأ ثم صلى وشك هل انتقض وضوؤه أم لا؟
رجل توضّأ ثم صلى وشك هل انتقض وضوؤه أم لا؟
فنقول:
دع
ما يريبك إلى ما لايريبك، عندك شيء متيقّن
وهو الوضوء، ثم شككت هل طرأ على هذا الوضوء
حدث أم لا؟ فالذي يُترك هو الشك:
هل
حصل حدث أو لا؟ وأرح نفسك، واترك الشك.
كذلك
أيضاً في النّكاح:
كما لو شكّ الإنسان في شاهدي النكاح هل هما ذوا عدل أم لا؟
فنقول: إذا كان الأمر قد تم وانتهى فقد انتهى على الصحة ودع القلق لأن الأصل في العقود الصحة حتى يقوم دليل الفساد.
كما لو شكّ الإنسان في شاهدي النكاح هل هما ذوا عدل أم لا؟
فنقول: إذا كان الأمر قد تم وانتهى فقد انتهى على الصحة ودع القلق لأن الأصل في العقود الصحة حتى يقوم دليل الفساد.
في
الرّضاع:
شَكُّ المرضعةِ هل أرضعت الطفل خمس مرات أو أربع مرات؟
شَكُّ المرضعةِ هل أرضعت الطفل خمس مرات أو أربع مرات؟
نقول:
الذي
لاريب فيه الأربع، والخامسة فيها ريب،
فنقول:
دع
الخامسة واقتصر على أربع ، وحينئذ لايثبت
حكم الرضاع.
هذا
الباب بابٌ واسعٌ لكنه في الحقيقة طريق
مستقيم إذا مشى الإنسان عليه في حياته
حصل على خير كثير.
ِ
فوائد
الحديث:
1-
أن
المتقي ينبغي له أن لا يأكل المال الذي
فيه شبهة ، كما يحرم عليه أكل الحرام ،
وقد تقدم .
2-أن
على المسلم بناء أموره على اليقين.
وأن
يكون في دينه على بصيرة.
3-النهي
عن الوقوع في الشبهات ، والحديث أصل عظيم
في الورع وقد روى
الترمذي من حديث عطية السعدي مرفوعا
(( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس )).
(( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس )).
4-أن
الدين الإسلامي لا يريد من أبنائه أن
يكونوا في شكّ ولا قلق، لقوله:
دَعْ
مَا يرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَيَرِيْبُكْ.
5-أنك
إذا أردت الطمأنينة والاستراحة فاترك
المشكوك فيه واطرحه جانباً،لاسيّما بعد
الفراغ من العبادة حتى لايلحقك القلق.
ومثاله:
رجل
طاف بالبيت وانتهى وذهب إلى مقام إبراهيم
ليصلي، فشك هل طاف سبعاً أو ستًّا فماذا
يصنع؟
الجواب:
لايصنع
شيئاً، لأن الشك طرأ بعد الفراغ من العبادة،
إلا إذا تيقن أنه طاف ستًّا فيكمل إذا لم
يطل الفصل.
مثال
آخر:
رجل
انتهى من الصلاة وسلم، ثم شك هل صلى ثلاثاً
أم أربعاً، فماذا يصنع؟
الجواب:
لايلتفت
إلى هذا الشك، فالأصل صحة الصلاة مالم
يتيقن أنه صلى ثلاثاً فيأتي بالرابعة إذا
لم يطل الفصل ويسلم ويسجد للسهو ويسلم.
6-أن
النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع
الكلم، واختصر له الكلام اختصاراً،
لأن
هاتين الجملتين:
"دع مايريبك إلى مالايريبك" لو بنى عليهما الإنسان مجلداً ضخماً لم يستوعب ما يدلان عليه من المعاني، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
"دع مايريبك إلى مالايريبك" لو بنى عليهما الإنسان مجلداً ضخماً لم يستوعب ما يدلان عليه من المعاني، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
7-تربية
الأبناء على الآداب الشرعية .
8-رحمة
الله بنا حيث إنه يريدة بنا الطمأنينة
والسكينة وعدم الريب والشك.
الحديث
الثاني عشر
عن
أبي هريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:قالَ
رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
{مِنْ
حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ
مَا لاَ يَعْنِيهِ}).
حديثٌ حَسَنٌ رواه التِّرمذيُّ وغيرُه هكذا
حديثٌ حَسَنٌ رواه التِّرمذيُّ وغيرُه هكذا
المفردات:
من:
تبعيضية
، أو بيانية.
ما
لا يعنيه:
بفتح
ياء المضارعة
من عناء الأمر إذا تعلقت به عنايته ، وكان من قصده وإرادته.
من عناء الأمر إذا تعلقت به عنايته ، وكان من قصده وإرادته.
الشرح:
هذا
الحديث أصل في الأدب والتوجيه السليم وهو
أن الإنسان يترك ما لا يعنيه أي
ما لا يهمه وما لا علاقة له به فإن هذا من
حُسن إسلامه ويكون أيضاً راحة له،
لأنه
إذا لم يكلف به فيكون راحةً له بلا شك
وأريح لنفسه.يعني
من كماله
وتمامه،
وهو محمول على ما لا يعنيه من المباحات،
تركه
ما لا يعنيه من
المباحات،
لا
يتدخل فيما
لا
يعنيه،
لا
يتدخل في
شئون
غيره،
لا
يسأل عما
لا
حاجة له به،
لا
ينظر إلى ما
لا يحتاج للنظر إليه،
لا
يستمع إلى
ما
لا يحتاج استماعه،
ما
لا ينفعه في دينه أو دنياه،
وليس بحاجة لهذه الأمور لأنها لا
تعنيه
فمن تمام إسلامه وحسن إسلامه وكماله ألا ينظر إلى هذه الأمور.
فمن تمام إسلامه وحسن إسلامه وكماله ألا ينظر إلى هذه الأمور.
كثير
من الناس مغرم بتتبع هذه الأمور التي لا
تعنيه، بل فيها إضاعة لوقته وجهده واهتمامه،
ولها آثار على قلبه .
لأن
هذه الأمور منافذ
للقلب إذا
تكلم فيما لا يعنيه، ونظر إلى ما لا يعنيه،
واستمع إلى ما لا يعنيه،
هذه
المنافذ
إلى القلب التي
تورثه تشتتاً وعدم اجتماع، فيصاب بالغفلة،
إذا أكثر النظر في الأمور التي لاتعنيه
وهو
ماش في طريقه هذه العمارة ما شاء الله كم
دور؟ ولمن؟
ولماذا
فعلوا كذا؟ ولماذا كان اللون كذا؟
هذا
لا يعنيك
اشتغل بما يعنيك،
اشتغل بما يعنيك،
لو
أنت قلت:
سبحان
الله وبحمده، سبحان الله العظيم بدلاً
من هذا الفضول لكان أكمل لإسلامك، وأحفظ
لقلبك، ومثله الاستماع، بعض الناس يحب
سماع كل شيء، وإذا فاته شيء ماذا قال فلان؟
ماذا حصل؟ ماذا؟ بعضهم فضول النظر، وهذه
الأمور هي التي تصيب القلب بالتشتت والغفلة
عما يراد من الإنسان، فمنافذ
القلب السمع والبصر، واللسان،
فضول القول، فضول النظر، فضول الاستماع،
فضول النوم، فضول الأكل، كل هذه الفضول
الإنسان ليس بحاجة إليها، إنما يقتصر على
ما يحتاج إليه، ويقتصر على ما يعنيه.
((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))
((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))
قد
يقول قائل -وقد
قيل-
في
بعض الوسائل أن الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر تدخل في شئون الغير،
ويدخل
في هذا الحديث ((من
حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))
نقول:
لا،
هو مأمور به شرعاً فهو يعنيه، مأمور
بالأمر.
فوائد
الحديث:
1-
أن
الإسلام يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن
لقوله:
{ من
حسن إسلام المرء
}.
2-
ومن
فوائد هذا الحديث:
أنه
ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه لا في
أمور دينه ولا دنياه،
لأن
ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره
لو تدخل في أمور الناس التي لا تعنيه لتعب،
ولكنه
إذا أعرض عنها ولم يشتغل إلا بما يعنيه
صار ذلك طمأنينة وراحة له.
3-
أن
لا يضيع الإنسان ما يعنيه أي ما يهمه من
أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به
ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود.
الحديث
الثالث عشر
عن
أبي حمزةَ أنسِ بنِ مالكٍ رَضِي اللهُ
عَنْهُ خادمِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن النَّبيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
{لاَ
يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ
لأِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}رواه
البخاريُّ ومسلمٌ.
المفردات:
لا
يؤمن:
يفسر هذا النفي رواية أحمد بلفظ
( لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير )، وكثيرا ما يأتي هذا النفي لانتفاء بعض واجبات الإيمان وإن بقي أصله.
يفسر هذا النفي رواية أحمد بلفظ
( لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير )، وكثيرا ما يأتي هذا النفي لانتفاء بعض واجبات الإيمان وإن بقي أصله.
لأخيه:
في
الإسلام.
ما
يحب لنفسه:من
الخير كما في رواية أحمد المتقدمة.
والخير
كلمة جامعة تعم الطاعات و المباحات الدينية
والدنيوية.
وتخرج
المنهيات.
شرح
الحديث:
قوله
صلى الله عليه وسلم
(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )):
(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )):
الأولى
أن يحمل ذلك على عموم الأخوة ، حتي يشمل
الكافر والمسلم، فيحب لأخيه الكافر ما
يحب لنفسه من دخوله في الإسلام ، كما يحب
لأخيه المسلم دوامه على الإسلام ،ولهذا
كان الدعاء بالهداية للكافر مستحباً،
والحديث محمول على نفي الإيمان الكامل
عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
والمراد
بالمحبة إرادة الخير والمنفعة
ثم المراد: المحبة الدينية لا المحبة البشرية ، فإن الطباع البشرية قد تكره حصول الخير وتمييز غيرها عليها ، والإنسان يجب عليه أن يخالف الطباع البشرية ويدعو لأخيه ويتمنى له ما يحب لنفسه ،والشخص متى لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه كان حسوداً .
ثم المراد: المحبة الدينية لا المحبة البشرية ، فإن الطباع البشرية قد تكره حصول الخير وتمييز غيرها عليها ، والإنسان يجب عليه أن يخالف الطباع البشرية ويدعو لأخيه ويتمنى له ما يحب لنفسه ،والشخص متى لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه كان حسوداً .
والحسد
كما قال الغزالي:
ينقسم
إلى ثلاثة أقسام :
الأول
:
أن
يتمنى زوال نعمة الغير وحصولها لنفسه .
الثاني
:
أن
يتمنى زوال نعمة الغير وإن لم تحصل له كما
إذا كان عنده مثلها أو لم يكن يحبها ، وهذا
أشر من الأول .
الثالث:
أن
لا يتمنى زوال النعمة عن الغير ولكن يكره
ارتفاعه عليه في الحظ والمنزلة ويرضى
بالمساواةولا يرضى بالزيادة ،وهذا أيضاً
محرم لأنه لم يرض بقسمة الله تعالى :
{
أهم
يقسمون رحمة ربك؟!
نحن
قسمنا معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا
بعضَهُم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتخذَ بعضُهًم
بعضاً سخرياً ورحمةُ ربكَ خيرُمما يجمعون
}
[الزخرف:32].
فمن
لم يرض بالقسمة فقد عارض الله تعالى في
قسمته وحكمته.وعلى
الإنسان أن يعالج نفسه ويحملها على الرضى
بالقضاء ويخالفها بالدعاء لعدوه بما
يخالف النفس.
الفوائد
التربوية :
الفائدة
الأولى :
يخص الحديث علاقة المسلم مع إخوانه ويحددها .
يخص الحديث علاقة المسلم مع إخوانه ويحددها .
الفائدة
الثانية :
يزرع الأخوة الحقه بين المسلمين سواءً في لفظه لقوله " أخيه " أو في معناه .
يزرع الأخوة الحقه بين المسلمين سواءً في لفظه لقوله " أخيه " أو في معناه .
الفائدة
الثالثة :
محبة
الخير للغير من علامات كمال الإيمان ،
فمن أحب الخير والنفع عامة لجميع المسلمين
فقد كمل إيمانه لظاهر الحديث .
الفائد
الرابعة :تمني
الضر لغيره من المسلمين علامة نقص في
إيمانه ، فليسرع وليستدرك نفسه قبل أن
يتفاقم الأمر وينتشر ويجلب أمراض الحسد
والغل والحقد .
الفائدة
الخامسة :
من علاج الحسد إذا انتشر في المجتمع أن يحب الواحد لغيره من الخير ما يحب لنفسه .
من علاج الحسد إذا انتشر في المجتمع أن يحب الواحد لغيره من الخير ما يحب لنفسه .
الفائدة
السادسة :الحديث
يؤيد حديث تميم الداري مرفوعاً "
الدين
النصيحة "
فمن
النصيحة لعامة المسلمين تمني الخير لهم
.
الفائدة
السابعة :فيه
بيان ميزة وخصوصية للمجتمع الإسلامي دون
غيره ، وهي محبة الخير للغير كما يحبه
لنفسه تماما.
الفائدة
الثامنة :
يدل على أن تمني الخير للنفس من طبيعة النفس ولا حرج في ذلك إن كان ذلك الخير يقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، ولهذا قال
يدل على أن تمني الخير للنفس من طبيعة النفس ولا حرج في ذلك إن كان ذلك الخير يقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، ولهذا قال
"
ما
يحب لنفسه ".
الفائدة
التاسعة :
محبة الخير للغير أمر يجب أن يستمر عليه الإنسان طيلة حياته وهذا المفهوم من صيغة الفعل المضارع " يحب ، ويؤمن " لأن المضارع يفيد الحال والإستمرار في المستقبل .
محبة الخير للغير أمر يجب أن يستمر عليه الإنسان طيلة حياته وهذا المفهوم من صيغة الفعل المضارع " يحب ، ويؤمن " لأن المضارع يفيد الحال والإستمرار في المستقبل .
الفائدة
العاشرة :
الحديث يشمل جميع المؤمنين ، فيجب أن تحب لهم الخير حتى أؤلئك الذين بينك وبينهم عداوات شخصية ومخاصمات دنيوية ولهذا جاء لفظ الحديث عاماً دون استثناء.
الحديث يشمل جميع المؤمنين ، فيجب أن تحب لهم الخير حتى أؤلئك الذين بينك وبينهم عداوات شخصية ومخاصمات دنيوية ولهذا جاء لفظ الحديث عاماً دون استثناء.
الفائدة
الحادية عشرة :
الحديث
يدخل في صورة محبة الهداية والاستقامة
على أمر الله لمن لم يهتد من أهل المعاصي
، فيتمنى لهم الهداية والخير وعمل الصالحات
.
الفائدة
الثانية عشرة :
دليل
لمذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان
يزيد وينقص فمن أحب للمسليمن الخير كمل
إيمانه ومن فاته هذه نقص إيمانه على قدر
تلك الخصلة ، كما هو مفهوم الحديث .
الحديث
الرابع عشر
عنْ
ابنِ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:
قالَ
رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
{لاَ
يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ
أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وأَنِّي
رسُولُ اللهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ:
الثَّيِّبِ
الزَّانِي، وَالنَّفْسِ بِالنَّفْسِ،
وَالتَّارِكِ لِدِينِهِ الْمُفَارِقِ
لِلْجَمَاعَةِ}. رواه
البخاريُّ ومسلمٌ.
المفردات:
لا
يحل دم امريء:
لا
تجوز إراقة دمه.
والمراد
النهي عن قتله ولو لم يرق دمه.
مسلم:
في
رواية ((
يشهد
أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ))
وهي
صفة كاشفة.
إلا
بإحدى ثلاث:
خصال يجب على الإمام القتل بها لما فيه من المصلحة العامة ،وهي حفظ النفوس والأنساب والدين.
خصال يجب على الإمام القتل بها لما فيه من المصلحة العامة ،وهي حفظ النفوس والأنساب والدين.
الثيب
الزاني:من
تزوج ووطي في نكاح صحيح ثم زنى بعد ذلك
فإنه يرجم حتى يموت.
والنفس
بالنفس:
من قتل عمدا بغير حق فإنه يقتل بشرط المكافأة في الدين والحرية. فلا يقتل المسلم بالكافر ، ولا الحر بالعبد.
من قتل عمدا بغير حق فإنه يقتل بشرط المكافأة في الدين والحرية. فلا يقتل المسلم بالكافر ، ولا الحر بالعبد.
والتارك
لدينه:
الإسلام
بالارتداد.
المفارق
للجماعة: جماعة
المسلمين.
شرح
الحديث:
هذا
الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام
أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة لا
يحل انتهاكها إلا بإحدى ثلاث:
الأول:
{ الثيّب
الزاني }
وهو
الذي تزوج ثم زنى بعد أن منّ الله عليه
بالزواج، فهذا يحل دمه، لأن حده أن يرجم
بالحجارة حتى يموت.
الثاني:
{ النفس
بالنفس }
وهذا
في القصاص لقوله تعالى:
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى
[البقرة:178].
الثالث:
{ التارك
لدينه المفارق للجماعة }
والمراد به من خرج على الإمام، فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى الله عزوجل، وهناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كلامه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض.
والمراد به من خرج على الإمام، فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى الله عزوجل، وهناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كلامه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض.
الفوائد
التربوية :
الفائدة
الأولى :
الأصل
عصمة دم المسلم .
الفائدة
الثانية :دم
المسلم لا يباح بالشبهات بل لابد من يقين
كامل في الزنا وهو ثيب أو قتل نفساً عمداً
من غير شبهة أو ترك دين الإسلام .
الفائدة
الثالثة :
الأصل في المجتمع المسلم الإسلام حتى يثبت خلاف ذلك .
الأصل في المجتمع المسلم الإسلام حتى يثبت خلاف ذلك .
الفائدة
الرابعة :الحديث
لم يدل على أن فعل هذه الأشياء بمجردها
يبيح الدم لأي أحد أراد إقامة الحد عليه
، بل الحديث مقرر
قاعدة في الدماء أما
تطبيقها فلولي أمر المسلمين أو من يقوم
مقامه ، بدليل سيرة الصحابة رضي الله عنهم
والسلف الصالح فلم يثبت أن أحدهم قتل
زانياً ثيباً أو قاتلاً لنفس بل كان ذلك
يرجع
لولي الأمر ،
وحتى لا تعم الفوضى في المجتمع الإسلامي
.
الفائدة
الخامسة :
الحديث ينفي الأخذ بمجرد التهمة بل لابد من اليقين الثابت ووجود الشروط وانتفاء الموانع .
الحديث ينفي الأخذ بمجرد التهمة بل لابد من اليقين الثابت ووجود الشروط وانتفاء الموانع .
الفائدة
السادسة :
الثلاثة
المذكوره في الحديث تبيح الدم وهي :
ـ
أ
ـ الزنا بعد إحصان .
ب
ـ قتل النفس بغير حق .
ج
ـ الردة عن دين الله .
الفائدة
السابعة :فيه
بيان عظم هذه الذنوب على وجه الخصوص لأنها
استثنيت من القاعدة وأبيح لأجلها الدم .
الفائدة
الثامنة :الدين
يأمر بالجماعة وينهى عن الفرقة ولذلك قال
:
" التارك
لدينه المفارق للجماعة "
فمن
ترك دينه فقد فارق الجماعة لأن الدين هو
الجماعة .
الفائدة
التاسعة :
حفظ
النفس أحد الضروريات الخمس التي جاء الشرع
بحفظها .
الفائدة
العاشرة :
الحديث
ذكرت فيه ثلاث من الضروريات الخمس :
ـ
أ ـ حفظ الأعراض " الثيب الزاني " حيث شرعت هذه العقوبه حفظاً للأعراض .
أ ـ حفظ الأعراض " الثيب الزاني " حيث شرعت هذه العقوبه حفظاً للأعراض .
ب
ـ حفظ
النفس "
النفس
بالنفس "
حيث
شرعت هذه العقوبة حفظاً للأنفس .
ج
ـ حفظ
الدين "
التارك
لدينه المفارق للجماعة "
حيث
شرعت هذه العقوبة حفظاً للدين .
الحديث
الخامس عشر
عن
أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أنَّ
رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قالَ:
{مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ
لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
ضَيْفَهُ}. رواه
البخاريُّ ومسلمٌ.
المفردات:
يؤمن: الإيمان
الكامل المنجي من عذاب الله الموصل إلى
رضاه
بالله:
أنه
الذي خلقه.
واليوم
الآخر:أنه
سيجازى فيه بعمله.
فليقل: هذه
اللام لام الأمر،ويجوز سكونها وكسرها
لكونها بعد الفاء.
خيرا:كالإبلاغ
عن الله وعن رسوله ، وتعليم الخير والأمر
بالمعروف عن علم وحلم ، والنهي عن المنكر
عن علم ورفق ، والإصلاح بين الناس ، والقول
الحسن لهم ، وكلمة حق عند من يخاف شره
ويرجى خيره ، في ثبات وحسن قصد.
ليصمت:بضم
الميم وكسرها ، ليسكت.
فليكرم
جاره:بالإحسان
إليه وكف الأذى عنه ، وتحمل ما يصدر منه
، والبشر في وجهه ، وغير ذلك من وجوه
الإكرام.
فليكرم
ضيفه: بالبشر
في وجهه ، وطيب الحديث معه ، وإحضار
المتيسر.
شرح
الحديث
هذا الحديث من الآداب الإسلامية الواجبة:
هذا الحديث من الآداب الإسلامية الواجبة:
الأول:
إكرام
الجار فإن الجار له حق
قال
العلماء:
إذا
كان الجار مسلماً قريباً فله ثلاث
حقوق:
الجوار والإسلام والقرابة،
الجوار والإسلام والقرابة،
وإن
كان مسلماً غير قريب فله حقان وإذا كان
كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار.
الثاني:وأما
الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو
مارٌ مسافر، فهو غريب محتاج
وأما
القول باللسان فإنه من أخطر ما يكون على
الإنسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني
بما يقول فيقول خيراً أو يسكت.
الفوائد
التربوية :
الفائدة
الأولى :
دليل
لمذهب أهل السنة والجماعة في أن الأعمال
من الإيمان ولذلك ربط بين الأعمال مع
الإيمان بالله واليوم الآخر .
الفائدة
الثانية :
المؤمن
لا يتكلم إلّا بخير أو يصمت عن لغو وباطل
.
الفائدة
الثالثة :
فيه
توجيه وإرشاد للكلام من عدمة ، فمن الإيمان
أن يتكلم إن كان الكلام خيراً ومن الإيمان
أن يسكت إن كان السكوت خيراً.
الفائدة
الرابعة :
الشريعة
تحرص على كل ما فيه فائدة حتى الكلام أو
السكوت .
الفائدة
الخامسة :
دليل
على وجوب حفظ اللسان ليس عن الحرام فقط
بل عن كل ما لا فائدة من ورائه .
الفائدة
السادسة :
الحديث
يشمل حقوق الله وحقوق الناس :
ــ
فالكلام بالخير والصمت عن غيره من حقوق
الله .
ـ وإكرام الضيف والجار من حقوق الناس .
فالإسلام يربي أهله على إعطاء الحقوق وعلى تنوعها .
ـ وإكرام الضيف والجار من حقوق الناس .
فالإسلام يربي أهله على إعطاء الحقوق وعلى تنوعها .
الفائدة
السابعة :
يدل
على أن قول الخير أو الصمت عن الشر وإكرام
الجار والضيف من الإيمان .
الفائدة
الثامنة :
الإسلام
يحارب البخل ولذلك كررت كلمة "
فليكرم
"
مرتين
في الحديث لأن البخل يجمع الصفات عديدة
كحب الدنيا وسوء الظن بالله والشح .
الفائدة
التاسعة :
هذا
الحديث فيه دعوة لحسن الأخلاق فإكرام
الجار يكون بذلك .
الفائدة
العاشرة :
الإكرام
يشمل صوراً عديدة منها :
ـ
السلام ـ الإحسان ـ البذل ـ التقدير ـ الاحترام ـ حفظ غيبته ـ ستر عورته ـ النصح ـ عدم أذيته ـ الزيارة ـ العفو ـ المشي في حاجته ـ إدخال السرور عليه ـ القيام بواجبه ، فكلها دخلت في كلمة "إكرام "
السلام ـ الإحسان ـ البذل ـ التقدير ـ الاحترام ـ حفظ غيبته ـ ستر عورته ـ النصح ـ عدم أذيته ـ الزيارة ـ العفو ـ المشي في حاجته ـ إدخال السرور عليه ـ القيام بواجبه ، فكلها دخلت في كلمة "إكرام "
الفائدة
الحادية عشرة :
الإسلام
يقوي الروابط بين أهله وأتباعه ، فرابطة
أخوة الإسلام ثم القرابة والنسب ثم الجار
ثم الضيافة .
وهذا ليصبح المجتمع الإسلامي ، مجتمعاً قوياً من الداخل يصعب اختراق صفوفه وشق عصاهم ، فتندحر فتنة الشيطان بالتفريق بينهم وفتنة الأعداء في الوصول لهم .
وهذا ليصبح المجتمع الإسلامي ، مجتمعاً قوياً من الداخل يصعب اختراق صفوفه وشق عصاهم ، فتندحر فتنة الشيطان بالتفريق بينهم وفتنة الأعداء في الوصول لهم .
الفائدة
الثانية عشرة :
الإسلام
يربط همة أتباعه بالجائزة العظمى وهي
تحقق الإيمان ، فلم تكن الجائزة لمن قال
خيراً أو أكرم جاره وضيفه ، جائزة دنيوية
لأن همة المؤمن أعلى من ذلك بل الجائزة
هي
"
الإيمان
بالله واليوم الآخر
"
.
الفائدة
الثالثة عشر :
الفائدة
الرابعة عشر :
قول
الخير أفضل من الصمت عن الشر لأن قول الخير
يتعدى بنفسه ، بخلاف الصمت لا يتعدى ،
ولهذا والله أعلم بدأ فيه
فقال
:
" فليقل
خيراً أو ليصمت "
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق